أن تكوني إبنة إمرأةٍ لبنانيّة
لن أكذب وأقول أنّي لبنانيّة مئة في المئة، ولذلك أستحقّ الجنسيّة. فأنا لبنانيّة – مصريّة، آتي الناحيتين من الهويّة بما يتخطّى القوقعة، تلك الخاصة بالهويّة المصريّة وتلك الخاصة باللبنانيّة. ففي الهويّات المتّصلة منفسٌ للعصبيّات والعنصريّات. كما أنّي لا أجد في الكذب مبرّراً لإقناع الأخرين بأحقيّتي في إمتلاك الجنسيّة اللبنانيّة. لستُ أكثر لبنانيّةً من أيّ حاملةٍ للجنسيّة، أيّ شخصٍ عاش يوميّات هذا البلد، إنفعل وربما فعل في سياقها، كفرت بها وربما راقت له، بطريقةٍ أو بأخرى. وإذ أمتلك لمصريّتي مدخلاً في إنتماءٍ بُني بطريقته الخاصّة، فأنا من مواليد بيروت الحرب الأهليّة، مستهلّها، آخر 1977، لمّا ظنّوا أن الحرب مدّتها سنتان، ولكن القنابل ما انفكت تقع.